سار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف على قدميه الشريفتين يلتمس النصرة من بني ثقيف ولكنهم رفضوا الدعوة وردوه ردًا عنيفًا ولم تقبل ثقيف دعوته صلى الله عليه وسلم وسخروا منه ومن دعوته ولم ير منهم إلا الإستهزاء والسب والشتم والرد ..
ولم يتحلوا بأبسط مظاهر الخلق العربي وهو : أن يكرموا ضيفهم.
وسلطوا عليه الصبيان والعبيد والسفهاء ليلقوه بالحجارة ويسخروا منه ويسبونه صلى الله عليه وسلم بأفظع الشتائم
وكان من كثرة الحجارة التي تطأها قدمه تسيل الدماء الشريفة من قدميه الشريفتين صلى الله عليه وسلم وأصيب سيدنا زيد بن حارثة - رضي الله عنه - بجرح في رأسه عندما كان يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
حتى وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بستان يمتلكه عتبة وشيبة ابنا ربيعة وعندها جلس النبي صلى الله عليه وسلم وتوجه إلى ربه بالدعاء فقال صلى الله عليه وسلم داعيًا ربه :
" اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ."
ما أرحمك يا رسول الله وما أعظمك وما أجمل خلقك !
لم يطلب من الله أن ينتقم منهم أو يعذبهم أو تسيل دمائهم ولم يذم أحدًا ممن طردوه وسبوه وآذوه ولكن كل همه صلى الله عليه وسلم هو ألا يكون قد أغضب الله سبحانه وتعالى.
فلما رآه ابنا ربيعة انقلبت عداوتهم ونقمتهم على الإسلام إلى شفقة ورحمة ، فدعوا غلامًا لهما يدعى عداس وأمروه أن يأخذ قطفًا من العنب وأن يضعه بين يدي هذا الرجل يقصدون محمد صلى الله عليه وسلم ، ففعل عداس ووضعه بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : كل ، فلما هم الرسول أن يأكل قال : بسم الله ، ثم أكل . فنظر له عداس وقال : والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذا البلاد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن أهل أي البلاد أنت يا عداس ؟ وما دينك ؟
قال : نصراني ، من أهل نينوة .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ، فقال له عداس : وما يدريك ما يونس بن متى ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك أخي ، كان نبيًا وأنا نبي.
فأخذ عداس يقبل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه وقدميه الشريفتين.
ولما رجع عداس إلى سيديه قالا له : ويلك يا عداس ! ما لك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه ؟ ، فرد عداس قائلًُا : ما في الأرض شيء خيرٌ من هذا ، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبي.
فقالا له : ويحك يا عداس ! لا يصرفنك عن دينك ، فإن دينك خير من دينه.
شهد عداس للنبي بالرسالة ودخل دين الإسلام ، وكان في إسلامه مواساة للنبي صلى الله عليه وسلم.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نتذكر جميعًا أن خطاب النبي صلى الله عليه وسلم من خلال هذه الرحلة هو أن على المسلم أن يسير على ما سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على البلاء والمصائب والثبات على طاعة الله والتمسك بالدين والعقيدة والتضحية بالغالي والثمين من أجل هذا الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لمعرفة المزيد ومشاهدة الفيديو :
بارك الله فيكي يا مريم
ردحذفاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
عليه افضل الصلاة و السلام ، احسنت النشر
ردحذف