بقلم / منة الله صبرة القاسمي
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ؛
قد يرى البعض من الناس الثقة بالنفس غرور ،
ويرى البعض الآخر الثقة بالنفس شجاعة ودافع لكي يتخطى الصعاب أمامه ؛ حيث يردد
دومًا كلمة : " أنا أستطيع " " لقد خُلِقْتُ لأفعلها " ..
إلخ.
وفي كلتا الجانبين ليس بها بأس ، فالثقة بالنفس
تدفع الإنسان لخوض المغامرات وتخطي العقبات ولكن إذا زادت الثقة بالنفس كثيرًا قد
تؤدى إلى الغرور ، ولكن ماذا يحدث إذا انعدمت الثقة بالنفس لدى أحد الناس فجأة ..
الثقة بالنفس هي الدافع الذي يجعلك تحب نفسك
وتتجاهل أحاديث الآخرين السلبية فإذا انعدمت يكره الإنسان نفسه ويكره كل من حوله ،
فكيف لإنسان لا يحب نفسه أن يمنح الحب لغيره !
حين تنعدم ثقة الإنسان بنفسه يصبح لا يبالي
بالآخرين وتصرفاتهم وأفعالهم ولا يهتم بكل ما يحيط به .. فتبدأ أحلامه بالتحطم
والانكسار حتى يتوقف عن السعي لأهدافه وأحلامه حين تختفي عن الوجود ..
فيصبح شخصًا غير مباليًا بكل ما حوله ولا يهتم بنفسه أو صحته أو مذاكرته أو حياته
الإجتماعية مما قد يؤدي إلى التوحد..
ومن ثم كما نعلم جميعنا يبدأ الإنسان
بالابتعاد عن محيطه وعن جميع أصدقاءه وأقاربه وزملاءه ويكاد ينعزل عن والديه..
يبدأ الإنسان بالانعزال تدريجيًا حتى يصل
إلى مرحلة فقدان نفسه ووجدانه لدى نفسه ، فيبدأ بالبحث عن نفسه ولكن لا يجد أي شيء
بسبب عدم تواجد ثقة بالنفس تحثه وتشجعه..
وحين يتعرض الإنسان للتنمر في تلك الحالات
يكون ضعيفًا جدًا غير قادرًا على النهوض مجددًا بعد الوقوع .. فيحاول أن يؤذي نفسه
ويحاول البعض منهم الإنتحار..
هكذا سار الأمر تدريجيًا ..
من إنسان سعيد متفائل يجد أن الحياة تبتسم له دومًا ..
إلى إنسان مكسور الخاطر متزعزع الثقة ..
إلى إنسان يبدأ بفقدان روحه ونفسه ..
إلى إنسان يبدأ في البحث عن نفسه ..
إلى إنسان لا يتحمل ضغوطات تلك الحياة كلها ..
إلى إنسان يحاول إيذاء نفسه بشتى الطرق ..
مما يؤذي إلى الانتحار ..
ولكن من الممكن أن نغير ذلك المسير ..
فمن الممكن أن نجعل كل تنمر نتعرض له دافع لكي نتقدم إلى الأمام ونثق بأنفسنا أكثر
وأكثر وترتفع مكانتنا بسببه..
لذلك اصغوا جيدًا إلى تلك النصيحة :
لا تحزن حين تخطيء ولا تشعر بالبؤس من كلام الآخرين ، فهم لا يعلمون بما مررت به
.. و لم يذوقوا ما ذقته أنت من حلو ومر الحياة ..
وأشكركم لحسن قراءتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تعليقات
إرسال تعليق